حبيبي فانك"... مشروع ألماني عن موسيقى بلدان المغرب."
يُعرّف نفسه على صفحة الفيسبوك بأنّه "مشروع مُهدى إلى كل موسيقى "الفانك" في العالم العربي خلال فترة السبعينيات" ويهتمّ خاصة بالموسيقيين المغمورين وقتها، سواء من لا زالوا على قيد الحياة أم من رحلوا، ويضع على صفحته صوراً لمحلاّت، في بلدان عربية، تبيع أسطوانات موسيقية قديمة، يُقلّب فيها صاحب المشروع يانيس جكارتا عن أشخاص وأعمال طواها النسيان والغبار.
نوفمبر 2015، إكتشفته بالصدفة، عندما شارك أحدهم على الفيسبوك صورةً لألبوم يضم موسيقى أفلام للمؤلف الموسيقي الجزائري أحمد مالك، وكُتب مع الصورة: هل هناك أحد من الأصدقاء الجزائريين من يعرف كيف يمكن الوصول إلى عائلة أحمد مالك أو الإتصال بهم؟ يلي بيعرف يجاوبني عالخاص وشكرا."
تمّ التواصل مع العائلة، وتحصّل يانيس (الموسيقي الألماني، صاحب المشروع) على جزء من الأرشيف، وهو عبارة عن صورٌ وتسجيلات... مثلاً تلك الصورة التي نرى فيها أحمد مالك في نهاية الستينيات، سنة 1968 في معرض بمونتريال/كندا، يلبس معطفاً رمادياً ويضع قبعةً سوداء كأنّه محقق شرطة في مسلسل رسوم متحركة، هذا الشخص ألّف موسيقى لعشرات الأفلام الجزائرية، أفلام ظلّت راسخة في الثقافة الشعبية كـ"كحلة وبيضا" و"عطلة المفتّش الطاهر"... وغالباً ما كانت الأفلام التي يؤلّف لها الموسيقى أقلّ قيمة من عمله هو كموسيقي، خاصة عندما نرى أن أكثر هاته الأفلام المُنجزة خلال فترة السبعينيات الإشتراكية، كانت تحمل رسائل مبطّنة للمتفرجين حول سياسات الدولة وقتها كالثورة الزراعية وتحديد النسل إلخ، ووسط كل هذا كان أحمد مالك (إينو موريكوني الجزائر كما يصفه يانيس) يعمل في صمتٍ، ويؤلف موسيقى تخلد في الذاكرة الجمعية أكثر من الفيلم نفسه.
في مارس 2016، يصل يانيس (الموسيقي، صاحب مشروع "حبيبي فانك") إلى الجزائر العاصمة، يقابل أناساً عرفهم على الفيسبوك، يبحث عن أماكن لشراء أسطوانات "الفينيل" ويختم رحلته الجزائرية بلقاء مع بنت أحمد مالك، التي ستزوده بأرشيف صوتي وصوري نادر لأحمد مالك.
عندما يعود "حبيبي فانك" إلى ألمانيا، ويعمل على الأرشيف سيكتشف المتابعون أشياءً غير متوقعة، مثل معلومة أنّ أحمد مالك ترك كمًا هائلاً من تسجيلات موسيقى الإلكترو، "ما يقارب الساعتين" يقول يانيس، الموسيقى التي كان يشتغل عليها أحمد مالك في أوقات فراغه كهواية، والتي أنجزت أغلبها –حسب يانيس- خلال زيارات أحمد مالك إلى المهرجان السنوي (ربيع في فالاديرا) في كوبا والمُخصص لهذا النوع من الموسيقى.
وفي بداية شهر ماي أصدر "حبيبي فانك" أسطوانة تضم أكثر من عمل من موسيقى الأفلام لأحمد مالك، مع كُتيّب شامل به مقدمة عن السينما الجزائرية ومقابلة قديمة مع أحمد مالك، زيادة على صور من الأرشيف العائلي غير المُتاح.
بالإضافة إلى أحمد مالك، فإن "حبيبي فانك" عمل على موسيقيين من بلدان عربية أخرى مثل بوب فضول من المغرب... وصدوق غربي واحد من مؤسس أهم فرق موسيقى الفانك التونسية في السبعينيات مثل كارتاجو ودالتون. مصائر فردية لموسيقيين جريئين وموهوبين بلعها النسيان في مدن جنوب المتوسط، يعيد مشروع "حبيبي فانك" إنتشالها ونفض الغبار عنها وتقديمها.