شنو لازمنا؟ لازمنا أنوار. Part I
النص لي قدامكم، معتمد فيه بزاف على نص الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط لي تنشر فمجلة Berlinishe Monatsschrift ف نوفمبر 1784. ولي كان جواب على سؤال: ما الأنوار؟
مكنتعاملش مع النص كنتيجة لازم نتبعوها باش حتا حنا يكون عدنا أنوار، ولا نكونو فحال أوربا. و لكن تعاملت معاه كأدوات استعملها الغرب فواحد الفترة من تاريخو لي بسبابها عاش تغيير مهم، و نستعملوها حتى حنا على حساب شروطنا و منطلقاتنا. و كنتفادا نعطي حكم قيمة، واش هاد التغيير مزيان و لا ماشي مزيان. و لكن كان تغيير و هذا هو المهم حاليا.
بحكم أننا عشنا فالسنين الأخيرة واحد الموجة ديال المطالبة بالتغيير، انطلاقا من ما يسمى فأدبيات الإعلام ب (الربيع العربي). كيبان ليا بلي كنا كنطالبو غير بتغيير رموز الأنظمة كثر ما كنا كنركزو على تغيير الأنظمة بحد ذاتها. و هان كنركز على النظام كنمط حياة ديال الشعوب لي كيبان ليا بلي لازم يتغير باش يمكن لينا نتكلموا على تغيير مستقبلي على جميع المستويات. و بلي دينامية التغيير لازمها تبدا على مستوى ما هو ثقافي و اجتماعي، من نمط عيشنا و أفكارنا. حيت هي لي كيبان ليا نقدرو نغيروها حيت هي حاجة فينا حنا. و هاد الشي ما كيعنيش أننا لازم نتحاشاو الأنظمة السياسية أو السلطة السياسية و نقولو بلي الشعوب وحدها المسؤول الوحيد على البأس الفكري و الثقافي و السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي لي كتعيشو. فالأول بدا كانط النص ديالو بفقرة مهمة لي كيحاول يلخص بيها شنو هي الأنوار : ما هي الأنوار؟ إنها خروج الإنسان من قصوره الذي هو نفسه مسؤول عنه. قصور يعني عجزه عن استعمال عقله دون إشراف الغير، قصور هو نفسه مسؤول عنه لأن سببه يكمن ليس في عيب في العقل، بل في الافتقار إلى القرار و الشجاعة في استعماله دون إشراف الغير. تجرأ على استعمال عقلك أنت ذاك هو شعار الأنوار. 1
حتى أنا بدوري كيبان ليا بلي هاد الشي لي لازمنا، و لي هو نزعموا و نخدمو عقولنا و نطرحوا تساؤلات. و أول منظومة لي لازم نطرحوا حولها بزاف التساؤلات بالنسبة ليا و لي نقدرو نعتابروها خطوة مهمة فطريق التغيير الطويل. هي منظومة "Normal". و أنا كنقصد هنا الحاجات لي كنتعاملو معاهم على أساس أنها حاجات عادية و أنهم فينا بالفطرة. حيت كنعيشو خلط ما بين الحاجات لي هوما طبيعيين فينا (بحكم أننا جزأ من الطبيعة)، بحال أننا كناكلو، كنعسو، كنتزاوجو و كنتوالدو... و بين الحاجات لي كتاسبناهم من خلال التنشئة الاجتماعية ديالنا لي كيدخل فيها الدين و الأخلاق و العادات و التقاليد ... يعني المنظومة الثقافية ديالنا عامة.
قبل ما نطرحو تساؤلات حول منظومة "Normal" لي كتعتابر جزء من المنظومة الثقافية ديالنا، لا بد نعرفو أن هاد المنظومة هي حاجات كتاسبناها و لي بقات كتراكم على المدى ديال سنين طويلة و لي ولفناها و تلقنات لينا على أساس أنها " الصح لي من غيرو كلشي خطأ ". و هنا كيعرف لينا كلود ليفي ستراوس الثقافة لي كتعتبر منظومة "Normal" جزء منها، من خلال تمييزها على الطبيعة و كيقول : الطبيعة هي كل ما نجده فينا بالوراثة. و الثقافة في المقابل هي كل ما ينحدر عن التقليد الخارجي. 2 هاد المنظومة حنا لي رديناها حاجة طبيعية و ولينا كنقدموها كطبع ديالنا و حنا أصلا هكذا " من عند الله " هي لي لازم نبداو نزعمو و نطرحو حولها أسئلة باش نفككوها و نفهموها مزيان باش نعرفو كيفاش تا تشكلات؟ كيفاش خرجات لينا هاد النتائج لي ولينا كنعيشواه كشعوب شمال افريقيا؟ حيت هاد منظومة "Normal" لي كتشكل جزء من ثقافتنا، كتساهم فتحديد نمط العيش ديالنا.
فالنص ديال كانط كيقول: من الصعب على كل فرد أن يخرج بمفرده من القصور الذي كاد أن يصبح له طبعا. فهو قابع فيه بارتياح، و هو عاجز الآن فعلا عن استعمال عقله هو، لأنهم لم يدعوه أبدا يحاول ذلك. فالمؤسسات و الصيغ الجاهزة، ادوات استعمال العقل الميكانيكية هذه، أو بالاحرى ادوات سوء استعمال الواهب الطبيعية، تلك هي القيود التي كبلوا بها قصورا مازال مستمرا. حتى أن من يتخلص منها لن يستطيع القيام إلا بقفزة غير مأمونة فوق أضيق الحفر، لأنه لم يعتد على تحريك ساقه بحرية؛ و هكذا فإن الذين توصلوا بالجهد الخاص لذهنهم الى التحرر من القصور و المشي بخطى ثابتة، هم قلة. 3 كيبان ليا حتى أنا أنه باش الواحد يفيق واحد النهار، و يقول مع راسو : بلاتي، واش هاد الشي لي كنتعامل معاه على أساس أنه عادي و طبيعي فينا، واش بصح عادي و طبيعي؟ كيفاش و علاش رجع هاد الشي عادي؟ شكون المستفيد من أننا نعتابروه عادي؟... صعيب شوية، و لكن ماشي مستحيل. كيبان ليا بلي الناس ماشي ما قدراش تطرح بحال هاد الأسئلة. و لكن ناس لاقيا الأرضية لي مرتاحا فوقهاي يعني عندها أجوبة جاهزة لبزاف الأسئلة لي يمكن ليها تخلق ليها مشكل فحياتها. هاد الأجوبة و لا الصيغ الواجدة كتشكل للناس الأمان و الاستقرار، زيد على هاد الشي بلي كاينين ناس آخرين مستافدين من هاد الشي. و لي هوما الناس لي خدامين باش يوفروا (الراحة الفكرية) ديالهم. لي كتڭول لينا كيفاش يكون النمط ديال الحياة ديالنا سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة. و هاد الشي لي كيساهم فتشكيل منظومة "Normal"، انطلاقا من السياسيين، رجال الدين، مفكري السلطة، الإعلاميين و ناس ديال مواقع التواصل الاجتماعي...
هاد الناس لي كيخلعونا من المغامرة ديال أننا نطرحوا أسئلة على كيفاش كنفكرو؟ و كيفاش تا ولينا كنفكرو هكذا؟ هاد الناس لي ردونا بحال شي قطيع فشي زريبة، و لي كيحاولو ديما يخلعونا من ذاك الذيب لي كيتسنانا برا الزريبة لي يقدر ياكلنا إذا حنا شي نهار زعمنا و خرجنا من الزريبة. و هاد الشي مكيعنيش نيت أن الواحد إذا قرر يخرج من الزريبة و ما يبقاش تابع للقطيع، ما يصدقش تابع لشي قطيع آخر و يولي طرف من قطيع صغير خارج على القطيع الكبير. حيت بالنسبة ليا ماشي صعيب تخرج من القطيع، و لكن لي صعيب هو ما تبعش قطيع الخارجين عن القطيع. حيت بنفس الآليات لي شكل بيها القطيع الأول على امتداد السنين منظومة "Normal" لي سبق و ذكرت بلي هي التنشئة الاجتماعية ديالنا و الطريقة السلطوية لي تربينا بيها و لي خدينا بيها المعلومات لي شكلت لينا نمط العيش ديالنا، من المدرسة، الجامع، التلفازا، الأسرة ... يمكن القطيع الصغير حتى هو حقدا على هاد الآليات نفسها ينتج منظومة "Normal" الخاصة بيه لي كيعتابرها حقيقة مطلقة و لي كيواجه بيها و يحلل أي حاجة كتواجهو فحياتو.
1. جواب عن السؤال: ماهي الانوار ؟ - إيمانويل كانط / ترجمة: حسين حرب - حكمة -2- ديفيد إنغلز، جون هيوسون، مدخل إلى سوسيولوجيا الثقافة، ترجمة، لما نصير، مراجعة، فايز الصياغ، )المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات: الطبعةالأولى، ،( 7072ص. 129
الفكر العربي 1987
hekmah.org